الغراب و الطاووس

أغسطس 02, 2016

 الغراب و الطاووس

عندما تَعلّمَ الغُرابُ كيف يُداوي المَرضى انطَلقَ 
يَتَجوّلُ في الغابةِ باحِثاً عن مَرضى 
فالتقى بطاووسٍ يَمشي مُختالاً فَخُوراً بجمالِه 
فأُعجِبَ الغرابُ بالطاووس 
وقالَ له :
ما أجمَلَك.
فنَفَشَ الطاووسُ رِيشَهُ مَزهُوّاً ،
وقالَ للغراب :
نَطَقتَ بالصِدق .
في تلكَ اللحظة جاء وَلدٌ صغيرٌ ،
وتأمَّلَ الطاووسَ بإعجاب ،
ثمّ قالَ له بارتِباك :
أرجو أن تُعطيَني رِيشَةً مِن رِيشِكَ لأُزيِّنَ بها غُرفتي .
فصاحَ الطاووسُ بالولد :
هيّا ابتَعِد عنّي ،
لن أُعطيَك ،
فأنا لا أُحبُّ الأولاد .
وعندئذٍ تَدخَّلَ الغراب وسألَ الطاووس :
إذاً مَن تُحِبّ ؟
فقال الطاووس :
لا أحدَ يَستَحقُّ حُبّي ،
أنا لا أُحبُّ إلاّ نَفسي .
فقالَ لَهُ الغراب :
ما أقبَحَك ،
فقالَ الطاووسُ مُتَعجِّباً :
لكنّكَ قبلَ لَحظاتٍ كنتَ مُعجَباً كثيراً بِجمَالي ، فما هذا التناقض .
فأجابَ الغراب :
لقد فَقَدتَ جَمالَك ،
أنا الآنَ لا أرى غيرَ قلبِكَ الذي لا يُحِبُّ أحداً ،
فإنّ قلبَكَ قَبيحٌ شديدُ القُبح .
فقالَ الطاووسُ بغَضَب :
أنتَ حَسودٌ تَغارُ مِنّي ،
ولم يُجِبِ الغرابُ بكلمة ،
وإنّما ابتعَدَ عن الطاووس ،
وتابعَ طريقَهُ يَبحَثُ عن مريضٍ يُداوِيه .
 كم شخص منا يملك مظهراً خارجياً لا يقاوم ولكن
 لو بحثنا قليلاً في داخله لوجدنا قبحاً لا
يستطيع احد تحمله.
اللهم كما حسنت خلقنــا حسن خلقنــا
مجلة مغربيات

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »