الغراب و الطاووس
عندما تَعلّمَ الغُرابُ كيف يُداوي المَرضى انطَلقَيَتَجوّلُ في الغابةِ باحِثاً عن مَرضى
فالتقى بطاووسٍ يَمشي مُختالاً فَخُوراً بجمالِه
فأُعجِبَ الغرابُ بالطاووس
وقالَ له :
ما أجمَلَك.
فنَفَشَ الطاووسُ رِيشَهُ مَزهُوّاً ،
وقالَ للغراب :
نَطَقتَ بالصِدق .
في تلكَ اللحظة جاء وَلدٌ صغيرٌ ،
وتأمَّلَ الطاووسَ بإعجاب ،
ثمّ قالَ له بارتِباك :
أرجو أن تُعطيَني رِيشَةً مِن رِيشِكَ لأُزيِّنَ بها غُرفتي .
فصاحَ الطاووسُ بالولد :
هيّا ابتَعِد عنّي ،
لن أُعطيَك ،
فأنا لا أُحبُّ الأولاد .
وعندئذٍ تَدخَّلَ الغراب وسألَ الطاووس :
إذاً مَن تُحِبّ ؟
فقال الطاووس :
لا أحدَ يَستَحقُّ حُبّي ،
أنا لا أُحبُّ إلاّ نَفسي .
فقالَ لَهُ الغراب :
ما أقبَحَك ،
فقالَ الطاووسُ مُتَعجِّباً :
لكنّكَ قبلَ لَحظاتٍ كنتَ مُعجَباً كثيراً بِجمَالي ، فما هذا التناقض .
فأجابَ الغراب :
لقد فَقَدتَ جَمالَك ،
أنا الآنَ لا أرى غيرَ قلبِكَ الذي لا يُحِبُّ أحداً ،
فإنّ قلبَكَ قَبيحٌ شديدُ القُبح .
فقالَ الطاووسُ بغَضَب :
أنتَ حَسودٌ تَغارُ مِنّي ،
ولم يُجِبِ الغرابُ بكلمة ،
وإنّما ابتعَدَ عن الطاووس ،
وتابعَ طريقَهُ يَبحَثُ عن مريضٍ يُداوِيه .
كم شخص منا يملك مظهراً خارجياً لا يقاوم ولكن
لو بحثنا قليلاً في داخله لوجدنا قبحاً لا
يستطيع احد تحمله.
اللهم كما حسنت خلقنــا حسن خلقنــا
ConversionConversion EmoticonEmoticon