الصحابي أبو ذر الغفاري

يونيو 03, 2015

خامس او سادس المسلمين ..ذلك هو ابو ذر الغفاري ..

الذي ينتمي الى قبيلة ( غفار ) التي يضرب بها المثل في قطع الطريق والسطو غير المشروع ..فالويل الويل لمن يسلمه القدر والليل الى هذة القبيله ..هم قاطعوا الطريق الاشد في زمانهم ..لكن ابو ذر رجل مختلف ..فهو صاحب فكر مستنير وعقل راجح حتى انه كان يسخر ممن يعبد الاصنام في الجاهليه ...سمع ابو ذر ان رسولا بعث في مكه فبدأ يبحث عن أخباره من هنا وهناك ...واخيرا وصل الى مكه وبحث عن رسول الله حتى وجده فقال (نعمت صباحا يا اخ العرب )
فاجابه رسول الله ( وعليك السلام يا أخاه )....فقال ابو ذر ( أنشدني مما تقول ) ...فقال الرسول الكريم ( ما هو بشعر فأنشدك ولكنه قران كريم ) ..قال ابو ذر ( اقرأ علي )...فقرأ رسول الله ..وأصغى ابو ذر ,,,وما هو الا وقت قصير حتى أسلم ابو ذر ونطق بالشهادتين 
سأله الرسل عن أصله فأخبره أنه من (غفار ) ..ابتسم رسول الله وتعجب ...وضحك أبو ذر لانه يعرف سر تعجب رسول الله ...انه من غفار ..قاطعوا الطرق فقال رسول الله ( ان الله يهدي من يشاء ) ..نعم أسلم أبو ذر وطلب منه الرسول العودة الى قبيلته حتى يبلغه أمر الرسول ..ولكن ابو ذر الثائر المتمرد ذهب الى المسجد الحرام واهل مكة يعكفون على عبادة أصنامهم وصاح بأعلى صوته 
(ِ أشهد ان لا اله الا الله    واشهد ان محمدا رسو الله ) ...فانهال عليه كفار قريش ضربا لولا تدخل العباس الذي أخبرهم أن الرجل من غفار وأن قومه لن يغفروا لهم ذلك وسوف يقطعون طريقهم فتركوه واستمر ابو ذر على هذا الطريق لولا ان الرسول طلب منه العودة الى قومه حتى يظهر الاسلام  ..وعاد الى قومه ودعاهم الى الاسلام فأسلموا ثم أسلمت قبيلة (أسلم ) 
وبعد هجرة الرسول الى المدينه واستقرارة فيها أقبل ابو ذر ومعه قبيلته غفار وقبيلة اسلم الى المدينه ،،رجالا ونساء واطفالا ..مسلمين ،،نعم لقد تحول قطاع الطرق الى مسلمين بفضل هذا الثائر فنظر الرسول الى غفار وقال (غفار ..غفر الله لها )ونظر الى أسلم وقال (وأسلم سالمها الله )
أما ابو ذر فقال الرسول عنه ( ما أقلت الغبراء ولا أظلت الصحراء أصدق همة من أبي ذر )
نعم أبو ذر صادق صدقا لا يحتمل الا الجرأة في قول الحق والدفاع عنه ...هذا هو ابو ذر 
عاصر فترة أبي بكر وعمر وكانت فترة العدل كما كانت أيام الرسول ...ولكن بعد ذلك تسلل حب الدنيا الى الرجال الذين حملوا الدعوة فتصدى لهم ابو ذر بلسانه السليط ..ولم يتصدى لهم بسيفه لان الرسول نهاه عن استعمال السيف حتى كانت فترة حكم معاويه بن ابي سفيان الذي كان يحكم في الشام ...وهي أكثر بلاد المسلمين خصوبة ...شمر أبو ذر عن ساعدة الدقيق وتوجه الى الشام ...الى معقل معاويه ...الذي بنى القصور والضياع ووزع الاموال على من يريد ان يقربه اليه..استقبل الفقراء في الشام ابا ذر الغفاري واستمعوا لحديثه ..نظر اليهم فوجد الفقر يضلل حياتهم ...صرخ بعبارته الشهوره
(عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سبفه )..انه ابو ذر ..الثائر ...تذكروصية رسول الله ..الكلمه .و.اللسان فقط ..لا للسيف ...وتمكن خلال فترة قصيرة باللسان فقط من خلق رأي عام ضد معاويه ...سمع معاويه عن معارضة ابو ذر 
له فاستدعاة ..وقف أبو ذر بين يديه وسأله عن أمواله في مكه قبل ان يصبح حاكما للشام وعن أمواه وقصوره الان وسأل الجالسين معه (أفأنتم الذين نزل القران على الرسول وهو بين ظهرانيكم ..) ..ويجيب بنفسه ..نعم أنتم الذين نزل فيكم القران على الرسول وشهدتم مع الرسول المشاهد...ثم يذكرهم بقول الله تعالى ( والذين يكنزون الذهب والفضه ولا ينفقونها في سبيل الله  ...) 
قال له معاويه نزلت هذه الايه في اهل الكتاب ..رد عليه أبو ذر (بل نزلت فينا وفيهم )
ونصح أبو ذر معاويه والجالسين معه ، نصحهم بترك الدنيا والتوجه الى الله
استشعر معاويه الخطر ..كتب الى خليفة المسلمين عثمان بن عفان ..استدعاه الخليفه الى المدينه ..حاوره الخلبفه وطلب منه ان يبقى في المدينه ..لكن ابا ذر قال لعثمان (لا حاجة لي في دنياكم ) وطلب من الخليفه ان يغادر المدينه الى ( الربذه ) ..
هناك جاءه أهل الفتنه من الكوفه يطلبون ان ينضم اليهم في الثورة على الخليفه عثمان ..رفض أبو ذر ذلك رفضا قاطعا وأبى الخروج على أمير المؤمنين بالسيف..
ولكنه استمر في نقد كل من أصبح عبدا للامارة والمال والسلطه ..حتى أصحابه مثل أبو موسى الأشعري وأبو هريره .
عرضت عليه امارة بالعراق  ...رفضها وقال ( لا تميلوا علي بدنياكم )
عاش اواخر حياته مع زوجته وابنه في الصحراء حتى أدركه الموت هناك ..فلما شاهده عبد الله بن مسعود وكان مقبلا في قافله قال (صدق رسول الله ...تمشي وحدك ،وتموت وحدك ،وتبعث وحدك )
ويفسر عبد الله بن مسعود تلك العباره التي قالها الرسول لأبي ذر في غزوة تبوك عندما أصاب الضعف بعير أبا ذر فاضطر ان يحمل المتاع على ظهره حتى يلحق بالجيش...
رحم الله أبا ذر وأسكنه فسيح جنانه ..وجمعنا معه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ...
انه سميع مجيب .....

مجلة ديوان العرب

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »