كثيرون ..بل ان الاغلبيه العظمى من البشر لا تهمهم الحقيقه ...ولا يهمهم البحث عنها او التفكير فيها ..هذا حال البشر على مر العصور والاجيال ... وفي كل الامم ...ما يهمهم هو ان تمر الايام بسهوله دون تعب او مشقه ...الا القليل من الرجال ..ذوي القلوب المضيئه والعقول المستنيرة ...فهم لا يهتمون بالتعب او الحياة السعيدة بل يلحثون عن الحقيقه وفي اللحظه التي يجدونها فانهم يلتزمون بها ويعملون بمقتضاها مهما كان الثمن ومهمه تعاظمت التضحيات.
هذا هو حال صاحبنا ...الرجل العظيم ...سلمان الفارسي ...فقد كان من اسرة غنيه ...غنيه جدا ...وكان يعيش حياة كل ما فيها يدعوا الى السعادة والفرح في هذة الدنيا ...ولكن سلمان الفارسي ... صاحب العقل الكبير لم يقتنع بذلك وبدأ يبحث عن نوع اخر من السعادة ...سعادة الروح ..سعادة النفس ...ذهب الى معبد النار واجتهد في المجوسيه حتى اصبح ( قاطن النار ) ...الذي يوقد النار دائما حتى لا تخبو ...ولكن الرجل ذو العقل المستنير لم يقنع بذلك وبدأ رحلة البحث عن الحقيقه في مكان اخر ...وجدها في النصرانيه ...واجتهد فيها بشكل كبير ...وتنقل بين عدة كنائس ،،،واصبح مخلصا لها بشكل كبير ...وكان كلما اقتربت نهاية الاسقف في الكنيسه يطلب النصح منه فيرشدة الى اسقف اخر حتى وصل به الامر الى اسقف في عموريه من بلاد الروم ...رحل اليه واقام معه واتخذ لنفسه بقرات وغنيمات لمعاشه ...ولما حضرت الاسقف الوفاة سألة عن مكان يواصل سلمان فيه عبادته أخبرة ان يذهب الى مكه حيث ان هذا الزمان هو زمان ظهور نبي جديد على ملة ابراهيم يظهر في مكه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقه ويظهر بين كتفيه خاتم النبوة.
اجتهد سلمان الفارسي في الوصول الى تلك البلدة موطن ظهور النبي الجديد زلكن من أعانه على ذلك باعه في مكه الى رجل يهودي ،،،وقد هذا اليهودي الى رجل يهودي اخر من بني قريضة يسكن في يثرب (المدينه المنورة )...وعمل سلمان الفارسي عند ذلك اليهودي حتى أقبل رسول الله مهاجرا الى المدينه ...وسمع سلمان عن ذلك النبي ...وقرر ان يختبرة ...هل يقبل الصدقات ...هل يقبل الهديه ...هل خاتم النبوة بين كتفيه ظاهر ...وفعلا اجرى تلك الاختبارات ...وتأتكد ان هذا الرجل صاحب الدعوة الجديدة ...محمد بن عبد الله ...هو النبي الذي أخبرة عنه الاسقف فاتبعه...وساعدة رسول الله والمسلمون للحصول على حريته من اليهودي ..شهد مع المسلمين غزوة الخندق وباقي المعارك
ان سلمان الفارسي هو صاحب الفكرة العظيمه التي انقذت المسلمين يوم الخندق ...يوم اجتمع مشركو مكة والقبائل المتحالفة معهم ويهود بني قريضه على فنال المسلمين للقضاء عليهم ...اجتمع رسول الله مع أصحابه وطلب منهم المشورة فأشار عليه سلمان الفارسي ان يحفروا خندقا حول المدينه في المناطق المفتوحه ...ونجحت الفكرة ...وعاد المشركون والقبائل بالفشل الذريع وعاقب المسلمون اليهود على غدرهم وخيانتهم ...وتمت كلمة ربك بفضل الله اولا ثم بفكرة سلمان الفارسي العظيمه.
عاش سلمان الفارسي بعدها عيشة الزاهد في الدنيا ...تولى امارة المدائن وكان خير الامراء الزاهدين المخلصين في عملهم الاتقياء لله.
عاصر خلافة ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سلمان منا ال البيت ) صدق رسول الله.
ConversionConversion EmoticonEmoticon