قصة ما قبل النوم
*عندما كنا عظماء*
«من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أمَّا بَعْدُ؛فإنَّ الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخِّ، وأقامت نفسها
مكان البيدق، فحملت إليك من أموالها ما كنتَ حقيقًا بحمل
أضعافها إليها، لكنَّ ذلك ضعفُ النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي
هذا فاردد ما حصل لك من أموالها، وَافْتَدِ نفسك بما تقع به المصادرة لك،
وإلاَّ فالسيف بيننا وبينك».
فلما قرأ «الرشيد» الكتاب استفزَّه الغضب،
حتى لم يقدر أحدٌ أن ينظر إليه دون أن يخاطبه،
وتفرَّق جلساؤه، فدعا بدواة، وكتب على ظهر الكتاب
: «بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم؛
قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، والسلام».
وخرج «هارون» بنفسه في 187 هـ 803م، حتى وصل هرقلة
وهي مدينة بالقرب من القسطنطينية، واضطر «نقفور» إلى الصلح
والموادعة، وحمل مال الجزية إلى الخليفة كما كانت تفعل «إيريني»
من قبل، ولكنه نقض المعاهدة بعد عودة الرشيد، فعاد «الرشيد»
إلى قتاله في 188هـ 804م، وهزمه هزيمة منكرة، وقتل من جيشه
أربعون ألفا، وجُرح «نقفور».
أسعد الله مساءكم
ConversionConversion EmoticonEmoticon